في مواجهة العنف المسلح.. أمهات ولاية تينيسي الأمريكية يطالبن بالعدالة والإصلاح
في مواجهة العنف المسلح.. أمهات ولاية تينيسي الأمريكية يطالبن بالعدالة والإصلاح
أوضحت شيلا كليمونز-لي، من منظمة "أمهات ضد القتل" الأمريكية، التي تدعم النساء اللائي فقدن أطفالهن بسبب العنف المسلح في ولاية تينيسي، أنهن في البداية لم يكن قادرات حتى على نطق أسماء أبنائهن.
تشارك شيلا، الأم لستة أبناء، في شرح كيف تساعد عضوات المنظمة بعضهن بعضا وذلك في الغرفة الخلفية لكنيسة صغيرة في ناشفيل، حيث تُعقد اجتماعاتهن الشهرية، وفقا لوكالة فرانس برس.
تحديات النظام القضائي والاجتماعي
عبرت رفيعة محمد عن شعورها بأن النظام القضائي والقانوني والاجتماعي في الولايات المتحدة يقلل من أهمية مقتل أبنائهن، مشيرة إلى أن معظم أعضاء المجموعة من السود ومن الأحياء المهمشة، حيث يعتبر مقتل أحد الأحباء مجرد رقم.
وأكدت شيلا على تجريد الأطفال من إنسانيتهم، وطرحت تساؤلات تركز على مظهرهم وسلوكياتهم.
قصص وذكريات مؤلمة
كان جوك كليمونز يبلغ 31 عامًا عندما أطلق عليه شرطي النار في عام 2017، بينما قُتل رودني أرمسترونغ عن 29 عامًا بعد مشاجرة في حوض سباحة منزلي، وأشارت سونيا ماكغي إلى مقتل ابنها كورتني، مؤكدة أنها ما زالت تعاني من آثار الصدمة والغضب.
قبل انضمامها إلى "أمهات ضد القتل"، لم تجد سونيا من تتحدث إليه عن مشاعرها، وقد ساعدت المجموعة الأمهات في تجاوز الضغوط القانونية والنفسية، حيث أكدت شيلا أن النظام مصمم للمجرمين وليس للضحايا.
معدلات الجرائم وأثر السلاح
تحتل ولاية تينيسي المرتبة الثامنة من حيث أعلى معدلات جرائم القتل بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة، وفقًا لمعهد "إيفري تاون" للأبحاث، ورأت رفيعة أن انتشار الأسلحة يزيد من احتمالات العنف، مشيرة إلى أن وجود سلاح في كل يد يؤدي إلى خوف مستمر.
بعد حادثة إطلاق النار في مدرسة "كوفيننت سكول" في مارس 2023، شاركت كليمي غرينلي في احتجاجات تطالب بتقييد حمل الأسلحة، ورغم النجاح في إقرار قانون يسهّل الإجراءات لأهالي الضحايا، لم يحدث أي تغيير ملموس في ما يتعلق بأسلحة الهجوم.
وجهات نظر متعددة حول الحلول
رغم التحديات، لا ترى كليمي أن الأسلحة هي أصل المشكلة، بل تلوم النظام القضائي الفاسد وظروف السكن، كذلك، تعتبر سونيا أن الحل لن يكون إلا بتغيير قلوب الناس، وأصرت شيلا على ضرورة الاستماع إلى قصص الأمهات ورؤية دموعهن ليتمكن الآخرون من فهم المعاناة الحقيقية.
قضية حيازة الأسلحة
وتعد قضية حيازة وحمل الأشخاص سلاحاً في الولايات المتحدة الأمريكية، واحدة من القضايا التي يختلف حولها الحزبان الرئيسيان في البلاد، بل ويتخذانها سنداً في الدعاية الانتخابية، ما بين الديمقراطيين الذين يطالبون بإعادة النظر في أمر امتلاك السلاح للجميع، ويريدون اقتصاره على الولايات المكونة للاتحاد الأمريكي، والجمهوريين الذين يرون امتلاك السلاح حقاً دستورياً، بل يعتبرونه هُوية أمريكية.
ويقدَّر عدد الأسلحة النارية المتاحة للمدنيين الأمريكيين بأكثر من 393 مليون سلاح، يستحوذ عليها 40% من السكان فقط، وتتسبب في أكثر من 40 ألف حالة قتل سنوياً.